نية طيبة ومسعًا صالحًا وهدفاً نبيلاً، يحمله زوار الأماكن المقدسة خلال زياراتهم للمقدسات الإسلامية، حالة روحانية تسكن الجسد المسلم بمجرد حلوله الراضي المقدسة.. فالعيون تفيض دمعًا والقلب يزداد نبضًا والجسم لا تتوقف قشعريرته عند وقوع البصر على بيت الله الحرام، خطوة محمودة تقبل عليها الجمعية التونسية للحج والعمرة؛ لمساعدة التونسيين وتوعيتهم بمناسك تجربة حج صحيحة.
"كعبة صناعية.. زمزم تقليد.. تقليد لطريق السعي بين الصفا والمروة.. وطوابير من الحجاج المتمرنين"، المشهد مكتملًا عبارة عن نموذج محاكاة لمراسم وطقوس آداء مناسك الحج، مجموعة من الصور تستدعي الدهشة والاستغراب، نشرها المكتب الجهوي لحزب حركة النهضة في قابس، على صفحته الرسمية.. نقلًا عن صفحة الجمعية التونسية للحج والعمرة بعنوان "عملية الحجة البيضاء"، يظهر في الصور جماعات من الناس يرتدون زي الإحرام وبعضهم بملابسه العادية.. وذلك خلال تأديتهم مناسك الحج بين طواف حول الكعبة الصناعية، والسعي بين الصفا والمروة "المقلدين"، وزيارة بئر زمزم "غير الحقيقي"، الصور انتشرت على المواقع ولقيت تعقيبات كثيرة عليها، باعتبارها مساس لا يليق بقدسية مناسك الدين الإسلامي.
الصور التي نشرها موقع حركة النهضة بقابس، التصق بها اسم راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة في تونس، باعتباره صاحب الدعوة لأعضاء التنظيم الإخواني للحجة البيضاء في تونس، ويرجع الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، إلى أن التعليم والتدرب على مناسك فريضة الحج أمر طبيعي وجيد "فيه مدارس كتير بتعمل تدريب للي بيروحوا الحج والعمرة، عشان يبقوا عارفين يعملوا إيه هناك".
"عاشور" يؤكد أن هيكل الكعبة لا يتعدى كونه "ماكيت" للكعبة المشرفة بأرض الحجاز "دي حاجة تتعمل عشان المناسك النظرية، مش بتركز في الذهن زي التجربة العملي"، وفقا له.
لا يلبس الإحرام إلا حول الكعبة.. لا طواف إلا حول الكعبة المشرفة، يقولها الأستاذ الأزهري، مشددًا على عدم جواز الطواف بزي الإحرام حول الكعبة الصناعية "الطواف وشرب المياه عند أماكن غير الحقيقية، لو كان حصل في قابس يبقى مخالف للعقيدة".