لا حديث للأهالي في أسوان هذه الأيام، سوى عن جريمة قتل بشعة دارت أحداثها في ميدان عام، وعلى مرأى ومسمع من المارة والأهالي.. فيها ذبح عامل، صديقه الصياد ومزق جسده بسكين، ثم قطع عضوه الذكرى ووضعه في فمه.. وبعد أن انتهى من جريمته الغريبة، سلم نفسه للشرطة معترفا بتفاصيل الحادث. تفاصيل الجريمة المثيرة تحملها السطور التالية: البداية كانت عندما فوجئ المارة في ميدان "الزلابية" بمدينة أسوان، برجل ينقض على شخص آخر ويمزق جسده بسكين حاد، ثم نزع عنه ملابسه واستخدم السكين في قطع عضو المجنى عليه الذكرى، ووضعه في فمه، ليؤكد للجميع أن الانتقام للشرف هو سبب هذه الجريمة.. وبكل هدوء توجه إلى قسم شرطة أول أسوان وسلم نفسه، وشرح أسباب وملابسات الحادث قائلا: "اسمى حسن فراج.. عمرى 36 سنة وأنا عامل بسيط.. في عام 2010 تزوجت من فتاة تدعى "هبة"، وعندما عرضت صور الزفاف على صديقى "موسى حمزة" وهو يعمل صيادا، فوجئت به يقول: "مراتك حلوة أوى.. اتلميت عليها ازاى".. ومنذ ذلك الوقت بدأ يتردد على منزلى بسبب وبغير سبب.. اعتقدت أنها زيارات عادية من صديق لصديقه، ولم يخطر ببالى قط أنه يأتى من أجل زوجتى".. صمت القاتل قليلا واستطرد: "بعد فترة شعرت بأننى لا أرغب في زوجتى رغم جمالها وأنوثتها، وكلما اقتربت منها أصاب بحالة هياج شديد وأنفر منها، وعجزت عن ممارسة العلاقة الزوجية معها لأيام طويلة.. سافرت للعمل في الإسكندرية ومدن القناة خصوصا الإسماعيلية، وغبت عنها لأكثر من 11 شهرا، وعندما رجعت استقبلتنى بفتور شديد، ورفضت ممارسة العلاقة الزوجة معى وتعمدت التهرب منها.. اعتديت عليها بالضرب، فحملت ملابسها وانتقلت إلى منزل أسرتها ورفضت العودة إلى منزل الزوجية مرة أخرى". أضاف القاتل في اعترافاته: "بعد عدة أيام اكتشفت أنها على علاقة آثمة بصديقى موسى، وأنها اعتادت ممارسة الحرام معه تقريبا بعد زواجنا مباشرة، وطوال فترة غيابى عنها في الإسكندرية والإسماعيلية، لدرجة أن البعض كان يتعامل معه على أساس أنه زوجها.. واكتشفت الكارثة الكبرى وهى أنه استعان بالدجالين والمشعوذين، لربطى جنسيا بحيث أعجز عن ممارسة العلاقة الزوجية مع زوجتى، حتى يتولى هو مهمة إشباع رغباتها.. غلى الدم في عروقى وقررت الانتقام من هذا الصديق الخائن.. يوم الحادث التقيت بصديقى الخائن أثناء سيره بـ "تروسيكل" يستخدمه في بيع الأسماك التي يصطادها.. جلست بجواره وتبادلت معه حديثا قصيرا، ثم غافلته وأخرجت سكينا حادا أعددته لقتله، ووجهت له طعنات نافذة سريعة في الصدر قاصدا تمزيق قلبه، وعندما ظهرت عليه علامات الإعياء، ذبحته من رقبته وتاكدت من موته، وكان ذلك في ميدان "الزلابية"، ثم سحبت الجثة إلى مدخل إحدى العمارات وقعت عضوه الذكرى ووضعته في فمه، حتى يعلم كل من شاهد الواقعة أننى انتقمت لشرفى من صديق خائن". وأكد المتهم في اعترافاته أمام أحمد شاهين وكيل النائب العام، أنه ارتكب الجريمة وهو في كامل قواه العقلية، ولم يكن واقعا تحت تأثير أي حالة نفسية سيئة، كما أنه خطط لها منذ فترة طويلة.. وأضاف أن بعض الأصدقاء المشتركين بينه وبين المجنى عليه، كان يعلم بوجود علاقة آثمة بين زوجته، وبين صديقه موسى، وكثيرا ما كانوا يتحدثون أمامه عن تلك العلاقة.. وأن القتيل نفسه دائما ما كان يحدثه عن مغامراته الجنسية مع امرأة متزوجة يواعدها بصفة مستمرة. كان العميد خالد الشاذلى رئيس مباحث مديرية أمن أسوان قد تلقى بلاغا يفيد، بالعثور على جثة صياد ملقاة على الأرض بمنطقة الزلابية وبها عدة طعنات وجرح ذبحى. وانتقل فريق بحثى برئاسة العميد أسعد الذكير رئيس إدارة البحث الجنائى والعقيد جودت عبدالجبار وكيل مباحث المديرية والنقيب أحمد خلف الله رئيس مباحث قسم أول، إلى مكان الحادث، وتبين أن جثة لشخص يدعى موسى حمزة عبد الكريم 35 سنة، صياد أسماك.. تم نقلها إلى المشرحة وتبين أن القاتل هو صديق المجنى عليه "حسن فرج"، وذلك بعد أن اكتشف وجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته.. تحرر المحضر اللازم بالواقعة وأمرت النيابة العامة بحبس القاتل على ذمة التحقيقات، واستدعاء الزوجة وأصدقاء القاتل لسؤالهم حول ملابسات الحادث.