يوحي الله تعالى إلى المسيح عيسى عليه السلام : أني قد أخرجت عبادا لايدان أحد بقتلهـم فحرز عبادي (اتجعلهم يذهبون إلى ديارهم)
وأن يذهبوا إلى الطور وهو جبل في فلسطين في بيت المقـدس الشريف, وبعد هذا الإيحاء من الله عز وجل يدك الله سبحانه وتعالى السد الذي بنـاه ذو القرنين فيخرج يأجوج مأجوج
فهم كما قال الله تعالى في كتابه:من كل حدب ينسلون , أناس أعـدادهم هائلة كـالنمل والجـراد إذا جاءوا لايستطيع أحد أن يحصيهم إلا الله, قال فـإذا خرجوا يعيثون في الأرض فسادا, ويقتلون كل من يواجهـونه -رجـال أقويـاء لا طاقة لأحد بقتالهم- حتى أنهم إذا أتوا بحيرة طبرية في فلسطيـن قامـوا بشربـها الصفوف الأولى حتى إذا مدوا الصفوف الآخرة على هذه البحيرة قال بعضهم لبعض: لقد كان في هذا المـكان ماء, حتى ينتهـوا إلى جبل الخمـر وهو جبل قريب من بيت المقدس, فيصيبهم الغـرور والعجب في أنفسهم وفي قوتهم فيقول بعضهـم لبعض, قد قتلنا أهل الأرض, فهلم نقتل أهل السمـاء فيزيـدهم الله تعالـى فتنة وبلاء وضياعا فيرد الله عز وجل هذه السهام وهي مخضبة بالدماء ليزيد من فتنتهم وبلاءهم.
عندها يتجه المسيح عيسى عليه السلام وأصحـابه إلى الله فيلجـؤون إليـه ويتضرعون إليه ويرجون منه أن ينقذهم مما وقع بهم من البـلاء العظيم فيستجيب لهم عز وجل فيرسل على يأجوج ومأجوج (النغف) وهنا حِكمة الله تعالـى بإبادة هذا الجبروت العظيم بحشرة صغيرة فيصبحون قتلى لأن هذا الدود يفترسهم بإذن الله تعالى فيـموتون ميتة واحـدة جماعية, فتمتلئ الأرض بجثثهم ونتنهم حتى لايوجد موضع شبر إلا وقد امتلأ بجثثهم فيدعو عيسى عليه السلام وصحبه الله عز وجل أن يريح الأرض من أجسادهم ورائحتهم فيستجيب الله لدعواهم فيرسل على قوم يأجوج ومأجوج طيرا كأعناق البخت (الجمل) فتحمل هذه الجثث وتقوم بطرحها في مكان لايعلمه إلا الله تعالى.
ما هو النغف ؟!
النغف , ويُسمى بداء الدودة الحلزونية أو ضربة الذبابة, وهو مُصطلح عام لعدوى يرقات الذبابة الطفيلية التي تتغذى على الأنسجة والأعضاء الحية للجسم, ويُعتبر النغف مُشكلة خطيرة لصناعات الثروة الحيوانية ويُسبب خسائر أقتصادية هائلة في جميع أنحاء العالم, ويُكلف هذا الداء أكثر من 170 مليون دولار سنوياً من الخسائر في صناعة الأغنام الأسترالية لوحدها فقط, كما أنه يصيب الأنسان نسبياً ولاسيما في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق الريفية والرطبة, وقد أكتشفت الدودة في كثير من الحالات في العين والفم والثدي فضلاً الى الأعضاء التناسلية الذكرية والانثوية في جسم الانسان, وقد بدأ الداء بالظهور في بعض بلدان الشرق الأوسط كالعراق ومصر واليمن والسعودية و دول الخليج الأخرى.
يدخل النغف الى الجسم عن طريق الأنف والأذان ويُسبب تسمم الدم وفقدان الشهية والضعف ثم الموت أذا لم يُعالج, ومن المرجح أن تمر الدودة دون أن يستطيع ملاحظتها أحد في مُعظم الحالات لكونها تطير في مهب السرعة.
يعود مُصطلح داء النغف الى القس فريدريك وليام هوب خبير عالم الحشرات الأنجليزي في عام 1840 ميلادية, ولكن الداء موجود قبل هذا العام بكثير, فقد لاحظَ هذه الديدان أمبرواز باري رئيس الجراحين الى تشارلز التاسع وهنري الثالث ملوك فرنسا في منتصف القرن السادس عشر ميلادي, وربما يعود تاريخ ظهورها البدائي الى دخول النبي صلى الله عليه وسلم على زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها فزعاً وهو يقول لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث-رواه البخاري